‎تونس تشارك في مؤتمر “كنوز من الأزرق” بصقلية: نحو رؤية مشتركة ومستدامة للصيد البحري في المتوسّط

‎في إطار تعزيز علاقات التعاون الثنائي ومتعدّد الأطراف بين دول البحر الأبيض المتوسّط في قطاع الصيد البحري، أدّى السيّد عز الدين بن الشيخ، وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، زيارة رسمية إلى جزيرة صقلية خلال الفترة الممتدة من 29 إلى 31 ماي 2025، بدعوة من نظيره الإيطالي، للمشاركة في أشغال المؤتمر الوزاري الدولي “TESORI DAL BLU – كنوز من الأزرق” بمدينة مادزارا دلفالو.

‎وقد رافق السيد الوزير في هذه الزيارة وفد رسمي تونسي، بإشراف السيّد محمد علي محجوب، قنصل الجمهورية التونسية بباليرمو، إلى جانب عدد من ممثلي الهياكل الوطنية المعنية بقطاع الصيد البحري. وشارك في فعاليات المؤتمر وزراء وممثلون رفيعو المستوى عن كل من إيطاليا، مالطا، ليبيا، فضلاً عن ممثلي منظمات إقليمية ودولية، إلى جانب عدد كبير من المسؤولين الجهويين والمحليين.

‎شكلت هذه التظاهرة فرصة مهمّة للتباحث حول سبل وضع سياسات بحرية مشتركة ومستدامة في منطقة وسط المتوسّط، ترتكز على حماية البيئة البحرية، وتحسين جودة المنتوجات البحرية، والحفاظ على الثروات السمكية لفائدة الأجيال القادمة، خصوصًا في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها المنطقة على غرار التغيرات المناخية وظاهرة الصيد العشوائي.

‎دعم صغار الصيادين ومواجهة التحديات المشتركة

‎تركّزت مداخلات الوفد التونسي على ضرورة تنسيق الجهود وتبادل الخبرات الفنية والعلمية من أجل مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية التي تهدد استدامة قطاع الصيد البحري في دول المتوسّط. كما تمت الإشارة إلى أهمية دعم صغار الصيادين، باعتبارهم حجر الأساس في الاقتصاد المحلي، وتطوير آليات تمويل المشاريع البحرية الصغرى والمتوسطة.

‎لقاء مع الجالية التونسية وزيارة “دار تونس”

‎وخلال هذه الزيارة، التقى السيّد الوزير بعدد من أفراد الجالية التونسية المقيمة بمادزارا دلفالو، التي تضم حوالي 6000 مهاجر تونسي، يشتغل أغلبهم في قطاعي الصيد البحري والفلاحة. وقد استمع الوزير إلى مشاغلهم واقتراحاتهم، مؤكّدًا حرص الدولة على الإحاطة بهم ودعمهم في ظلّ الظرفيات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة.

‎كما أدى السيد الوزير زيارة إلى المركز الثقافي والاجتماعي “دار تونس”، حيث اطّلع على مختلف الأنشطة والخدمات التي يقدمها هذا الفضاء لفائدة التونسيين المقيمين بالمنطقة، في مجالات التعليم والتكوين والدعم الاجتماعي والثقافي. وأشاد الوزير بالدور المحوري الذي تلعبه هذه المؤسسة في ربط الجالية بوطنها الأم، وتعزيز الشعور بالانتماء والاندماج الإيجابي في المجتمع المحلي.

‎ختام ناجح ورؤية واعدة

‎اختُتمت الزيارة بتأكيد الجانب التونسي على التزامه بمواصلة التعاون البنّاء مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل تعزيز الأمن الغذائي البحري، وتطوير منظومات الإنتاج والتسويق البحري، وإرساء حوكمة تشاركية للثروات البحرية، بما يعكس طموحات شعوب المنطقة ويخدم مصلحة الأجيال القادمة.

يسري تليلي، كاتب صحفي ومتابع للشأن الدبلوماسي والجالية التونسية بالخارج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى